U3F1ZWV6ZTU0OTkzNjM2MzYxMDU0X0ZyZWUzNDY5NDc0MTE2Mzc3Ng==

تجربة منتدى الشباب السوداني (٢) مع ايمن صلاح

كما اسلفت القول في المنشور السابق انني لم ارغب في الكتابة توجسا من ردود الفعل التي تتعامل بالعاطفة وليس المنطق. ولكني آثرت الكتابة لمحاولة توضيح ما لزم توضيحه ولمحاولة تقديم نقد موضوعي يستخدم في التطوير في المستقبل حيث اني اعلم بأن هذا المنتدى هو البداية فقط لعديد من البرامج والفعاليات.
لم اذكر في منشوري السابق اي اسماء او استهدف اشخاص بعينهم برغم قدرتي على ذلك بالدلائل، وهذا عن قصد؛ لكي لا يخرج المقال من خانة النقد الموضوعي الى الرأي الشخصي "او الثأر الشخصي كما سيحلو للبعض تسميته اعتقادا منهم اني أقدم النقد لأسباب شخصية" ولكي لا تتحول مبادرة جميلة كهذه الى معركة رخيصة للكسب الشخصي واثبات وجهات النظر.. فهدفي الفكرة وليس الأشخاص، ونقدي كان بناءا على مقارنة بسيطة بين تجربتي في الامارات وتجربتي في السودان "والتي سأشاركها بالصور ان توفر الوقت".
بالرغم من ان العديدين حاولوا اغتنام هذه كفرصة للطعن الغير مبرر في شخصي او نزاهتي، الا ان منطقي في التعامل مع النقد الذي يستهدفني بصورة شخصية وغير موضوعية هو التجاوز والتجاهل برغم قدرتي على الرد بالدلائل ايضا، فليس لدي وقت اضيعه في الجدال، وان توفر؛ فاني افضل استخدامه في البناء وليس الهدم، وكلنا شهدنا الكثير من المعارك الشخصية الاسفيرية التي انتهت بدموية واظهرت بشاعة لم نتخيلها في اشخاص كنا نعتبرهم قدوات، وادت لتدمير افكار ومشاريع مميزة ومؤثرة، وان انتصرت لنفسي فسنخسر كلنا الكثير.
كم كنت اتمنى ان يقوم كل من علق او تفاعل من مشاركين او متابعين بتقديم نقد او مدح موضوعي يساعد في تطوير التجربة وتذليل العقبات، لكن للأسف الشديد معظم "ان لم يكون كل" المعقلين اكتفوا بعبارات عامة لا تسمن ولا تغني من جوع، وتجاوزوا التجربة ليأتوا بالعديد من الأمثلة التي لا تمت لموضوع المقال بصلة، وصبوا جام غضبهم على المنتدى والحكومة والكيزان والشباب وحتى شخصي الضعيف.


اعترافنا بأننا جزء من المشكلة هو بداية الحل، فطريقة تعاطينا مع الامور والانهزامية التي اصبحت طاغية على الشباب اعتقد انها مشكلة اكبر من مشكلة الحكومة نفسها. وكما قال الاخ احمد محمود "احد المشاركين والمساهمين في التنظيم والذي اتى من الامارات على نفقته الخاصة ليشارك في المنتدى رغبة منه في ان يكون جزءا من الحل وليس المشكلة" فان التحدي الذي واجهه يكمن في طريقة تعامل المشاركين ومدى وعيهم بمشاكل وطنهم والحلول التي تكمن في ايديهم.
أنا أؤمن بالعمل المجتمعي كأداة للتغيير والتحسين، ودائما ما اجد العديد من التعليقات و الانتقادات العامة للحكومة واجسامها بدون تقديم اي حلول للمشكلة، فيكتفي احدهم بتصوير حفرة في الطريق العام ويرفقها مع جميع انواع السب واللعن والهتاف دون ان يكلف نفسه مشقة التواصل مع المسؤول عنها للضغط عليه او بداية جهد شعبي لردمها.. كلنا نعرف المشاكل، ولكن هل من الصعب ايجاد حل والاجتهاد في تنفيذه مع او بدون الحكومة؟ ام هل ننتظر ان تتغير الحكومة لتحل كل مشاكلنا فجأة (وان طال الزمن)؟
خلال فترة اختيار المشاركين تواصلت بصورة شخصية وتواصل اعضاء الفريق مع العديد من الاشخاص اما لترشيحهم للمشاركة او للاستفادة منهم في فكرة كتيب الشباب "والتي للاسف فشلت لعدم تجاوب العديدين وضيق الفترة الزمنية" !!
بعض الاشخاص تعاملوا مع الموضوع بنوع من التجاهل وعدم الاكتراث ربما لعدم رغبتهم في المشاركة في فعالية حكومية او لعدم ايمانهم بان الفعالية مفيدة وهذا مقبول، فكل شخص لديه مطلق الحرية في طريقة تفكيره وتصرفه بدون اي نوع من الوصاية، ولكن الغريب بالفعل والذي لم اجد له تفسيرا هو ان اجد نفس الاشخاص ساخطين على المنتدى او طريقة اختيار المشاركين...الخ وهم لم يبذلو اي مجهود ليكونوا جزءا من التغيير او ليضمنوا نزاهة العملية بالمشاركة واكتفوا بالمشاهدة رغم الحاحي المستمر.
مشاركتي رغم علمي بالعقبات كانت ايمانا مني بامكانية التغيير التدريجي لعقلية والية اتخاذ القرار في السلطة والاجسام الحكومية بالمشاركة والحوار وهو ما تحقق في هذا المنتدى، فشكل المشاركة المتنوعة "وان كنا نطمح لافضل من ذلك" ومستوى النقاشات برغم الاخفاقات هي سابقة لم تحدث من قبل ولم تكن لتحدث لو اننا رددنا نفس الاسطوانة المشروخة والاعذار الواهية (ديل كيزان،حكومة سجم، فشل حكومي..الخ) واكتفينا بالمشاهدة.
رجاءا فلننظر لكل تجربة على حدة ونقيم بموضوعية ما صاحبها من نجاحات واخفاقات ثم نتجاوزها الى ما سواها بدون استهداف الاشخاص، وليكن هدفنا الفكرة، فهذه الهتافات والمهاترات والمعارك هي بمثابة الوأد في المهد لكل جميل في الوطن.
أيضا أتمنى من كل المشاركين والمتابعين ان ينصب تركيزهم على معرفة مخرجات المنتدى والية تنفيذها وكيفية المشاركة فيها لتكون شاملة وتحقق الأثر المرجو منها ولكي لا يصبح كغيره من المنتديات والمؤتمرات التي ذهبت توصياتها مهب الريح.
فقد ورثنا او ورثنا "بضم الواو" الفشل، لكن مستقبل السودان بين ايدينا الان..
منتدى الشباب السوداني
ايمن المصباح
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة